الاتحاد الأوروبي: حرائق إسبانيا الحالية الأكثر تدميراً منذ عام 1994
الاتحاد الأوروبي: حرائق إسبانيا الحالية الأكثر تدميراً منذ عام 1994
تشهد إسبانيا موجة غير مسبوقة من حرائق الغابات، وصفت بأنها الأشد تدميراً منذ أكثر من 20 عاماً، بعد أن أتت ألسنة اللهب على نحو 3440 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، جراء اندلاع أكثر من 220 حريقاً منذ بداية العام، وفق تقديرات جديدة للاتحاد الأوروبي.
وبحسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، فقد تجاوزت الحرائق الحالية الرقم القياسي المسجل عام 2022، حين دمرت النيران 3060 كيلومتراً مربعاً، في حين تُظهر سجلات الحكومة الإسبانية أن الوضع الراهن هو الأسوأ منذ عام 1994 وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية، الاثنين.
خسائر بشرية فادحة
أودت الحرائق بحياة أربعة أشخاص على الأقل، بينهم رجل إطفاء لقي مصرعه بعد انقلاب شاحنته في مقاطعة ليون. كما قضى ثلاثة رجال، بينهم متطوعان في خدمات الإطفاء، متأثرين بإصاباتهم البالغة أثناء مشاركتهم في مواجهة حرائق الغابات.
مديرة الحماية المدنية فيرجينيا باركونيس أكدت أن البلاد تواجه حالياً 23 حريقاً كبيراً، وهو ما يضع المناطق المتضررة في ثاني أعلى مستوى من الطوارئ الإقليمية، وأضافت أن إعلان حالة الطوارئ الوطنية يبقى بيد الحكومة المركزية، وهو الخيار الأخير في حال تفاقم الوضع.
تصاعد الخطر رغم جهود الإطفاء
وحتى الخامس من أغسطس، لم تكن الحرائق قد دمرت سوى 450 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، أي 13% فقط من إجمالي المساحات التي طالتها النيران هذا العام، بحسب برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة الأرض، لكن استمرار الحرائق لأكثر من أسبوعين في شمال وغرب البلاد جعل حجم الأضرار يتضاعف بشكل كارثي.
حرائق الغابات في إسبانيا ليست ظاهرة جديدة، إذ تتكرر كل صيف بسبب الحرارة المرتفعة والجفاف، لكن تفاقم التغير المناخي يزيد من شدتها واتساع نطاقها، وتعد إسبانيا، إلى جانب البرتغال واليونان، من أكثر الدول الأوروبية تعرضا لمخاطر الحرائق واسعة النطاق.
ويحذر خبراء من أن استمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة سيجعل مواسم الحرائق المقبلة أكثر خطورة، ما يستدعي خططاً وطنية وإقليمية أكثر صرامة في مجالات الوقاية، وإدارة الغابات، والاستجابة السريعة للطوارئ.